تدريب طباعة

الفتوى بغير علم

مِنْ صُوَرِ القولِ عَلى اللهِ تَعالى بِغَيرِ عِلم الفَتْوَى بِغَيرِ عِلْم مِنْ صُوَرُ القولِ عَلى اللهِ تَعالى بِغَيرِ عِلمٍ، الإفتاء بغير علم ، وهو أن يسأل إنسان عن أمر من أمور الدين فيجيب بالتحليل أو التحريم بلا مستند له ولا بينة ولا دليل من كتاب أو سنة. ومن العجيب أن كثيراً من الناس إذا سئل عن أمر من أمور الدنيا رده إلى أهل الاختصاص ولا يجد غضاضة في أن يقول لا أعلم وإذا سئل عن أمر من أمور الدين كادت إجابته أن تسبق سؤال السائل وليس هو من أهل الاختصاص، ولا من ينتمى لأهل العلم بصلة، وإذا عوتب على ذلك غضب أشد الغضب، وكأن الكلام في الدين كلأٌ مباح، وقد حذر الله تعالى من ذلك أشد التحذير فقال سبحانه: ﴿ وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ﴾. [1] وقال تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾. [2] قال الله تعالى: ﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنزلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾.

خطورة الفتوى بغير علم

عباد الله: إنما الناس ثلاثة نفر: رجل آتاه الله علمًا، فهو يفتي به ويعلم الناس، وطالب علم يسمع الفتوى من العالم فينقلها كما سمعها بعد أن علم موقعها، ورجل لا علم له، فهذا يقول لما لا يعلم: لا أعلم. فمن تجاوز حده فقد أوقع نفسه في الحرام. قال أبو داود في مسائل: ما أحصي ما سمعت أحمد بن حنبل سئل عن كثير مما فيه الاختلاف في العلم، فيقول: لا أدري. وقال الإمام أحمد: " ما رأيت مثل ابن عيينة في الفتوى أحسن فتيا منه، كان أهون عليه أن يقول: لا أدري ". عباد الله: لقد كان السلف الصالح -رحمة الله عليهم- من الصحابة والتابعين يكرهون التسرع في الفتوى، ويود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره، فإذا رأى أنها قد تعينت عليه بذل اجتهاده في معرفة حكمها من الكتاب والسنة أو أقوال الصحابة، ثم أفتى بما تبين له. قال ابن أبي ليلى: " أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -أراه قال-: في المسجد، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفتٍ إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا ". وقال ابن عباس: " إن كل من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه لمجنون ". وقال سمنون بن سعيد: " أجسر الناس على الفتيا أقلهم علمًا، يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه ".

تاريخ النشر: الخميس 21 ذو الحجة 1424 هـ - 12-2-2004 م التقييم: السؤال هل هناك حديث يذكر من يتحدثون في الفتوى بغير علم و من يقول أحاديث نبوية بغير علم دون ان يتحرى الدقة ثم يتحجج أنه داعية إلى الله الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلم أن الإفتاء عظيم الخطر كبير الموقع كثير الفضل، لأن المفتي وارث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وموقع عن الله، قال ابن المنكدر: (العالم بين الله تعالى وخلقه، فلينظر كيف يدخل بينهم) ولذا كان كثير من فضلاء السلف يتوقف عن الفتيا في أشياء كثيرة معروفة، فقد قال عبد الرحمن بن أبي ليلى أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول، وروى الآجري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: من فاته لا أدري أصيبت مقاتله. وكان الإمام مالك بن أنس رحمه الله يقول: من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار، وكيف خلاصه؟ ثم يجيب. وسئل عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل: هي مسألة خفيفة سهلة فغضب، وقال ليس في العلم شيء خفيف. وقال أبو حنيفة رحمه الله لولا الفزع من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيت!

الفتوى بغير قع

قال ابن عساكر: " احذروا الوقوع في العلماء؛ فإن لحومهم مسمومة، وعادة الله فيمن اغتابهم معلومة، فمن وقع فيهم بالسب والثلب عاقبه الله قبل موته بموت القلب ". عباد الله: كيف تطيب الحياة، والسفهاء يلغون في أعراض أهل العلم بعواطف كاذبة خاطئة، فالعلماء هم أعلام يهتدى بهم، أئمة يقتدى بهم، وأقطاب تدور عليهم معارف الأمة، وأنوار تتجلى بهم غياهب الظلمة، فإن في وجوههم حفظًا للأمة في دينها، وصونًا لعزها، فهم السياج المتين يحول بين الدين وأعدائه والنور المبين الذي تستنير به الأمة عند اشتباه الحق وخفائه، وهم ورثة الأنبياء في أممهم وأمناؤهم على دينهم، فإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه فهو من ورثة الأنبياء. أيها المؤمنون: وليس معنى ذلك أنهم معصومون من الخطأ، ولكن يجب الصفح عنهم والكف عن أعراضهم، والتماس العذر لهم، وحمل كلامهم على أحسن محامله، وهم مع ذلك يجتهدون، إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور لهم. اللهم وفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك، اللهم قنا شر الفتن…

الفتوى بغير علم pdf
  • اسعار فنادق جزر المالديف
  • صباح فخري mp3 تحميل مجاني
  • رئيس مجلس هيئة السوق المالية يشكر القيادة بمناسبة الموافقة على تعديل نظام السوق المالية
  • افضل بطارية
  • التقديم على الجامعات 1437
  • تذاكر مباراة برشلونة والاهلي السعودي
  • الفتوى بغير علم pdf
  • الفتوى بغير علم صيد الفوائد
  • الفتوى بغير علم طريق الضلالات - إسلام ويب - مركز الفتوى
  • جدول هجرة الطيور
  • الفتوى بغير على الانترنت

الفتوى بغير علم وأثرها في الأمة pdf

فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ». [5] والشاهد في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنَ تَوْبَةٍ فَقَالَ لاَ. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً». فهذا الراهب إنما قتله جهله، لما أفتى بغير علم كان هو أول ضحايا فتواه. قال صاحب مرقاة المفاتيح: فيه إشارة إلى قلة فطنة الراهب؛ لأنه كان من حقه التحرز ممن اجترأ على القتل حتى صار له عادةً، بأن لا يواجهه بخلاف مراده، وأن يستعمل معه المعاريض مداراة عن نفسه، هذا لو كان الحكم عنده صريحاً في عدم قبول توبة القاتل، فضلاً عن أن الحكم لم يكن عنده إلا مظنونًا. [6] قال ابن المعتز: يا رُبَّ ألسنةٍ كالسيوفِ تَقْطَعُ أعناقَ أصحابِها وكم دُهي المرءُ من نفسِهِ فلا تُؤكلَنَّ بأنيابها قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَمْلأَ أَلْوَاحِي مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ: لاَ أَدْرِي، لَفَعلْتُ.

فرتب سبحانه المحرمات أربع مراتب، وبدأ بأسهلها وهي الفواحش، ثم ثنى بما هو أشد تحريمًا منه وهو الإثم والبغي بغير الحق، ثم ثلّث بما هو أعظم تحريمًا منها وهو الشرك به سبحانه، ثم ربّع بما هو أشد تحريمًا من ذلك كله وهو القول على الله بلا علم. وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه، ولهذا وجب على العبد أن لا يطلق لسانه بالتحريم أو التحليل إلا بما علم أن الله سبحانه أحله أو حرمه. قال بعض السلف:" ليتق أحدكم أن يقول: أحل الله كذا، وحرم كذا، فيقول الله له: كذبت، لم أحلّ كذا ولم أحرّم كذا ". قال الإمام مالك -رحمه الله-: " لم يكن الأمر فيما مضى عند سلفنا، ولا أدركت أحدًا اقتُدِي به يقول في شيء: هذا حلال وهذا حرام، وما كانوا يجترئون على ذلك، وإنما يقولون: نكره كذا، ونرى هذا حسنًا ". أيها المؤمنون: إن كثيرًا من العامة يفتي بعضهم بعضًا بما لا يعلمون، فتجدهم يقولون: هذا حلال وهذا حرام أو واجب أو غير واجب، وهم لا يعلمون عن ذلك، أو لا يعلم أولئك أن فعلهم هذا جناية وسوء أدب مع الله تعالى، فكيف يعلم العبد أن الأمر والحكم لله!! ثم يتقدم بين يدي الله بما لا علم له به، فيقول في دين الله بلا علم.

نعم. المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.

الفتوى بغير على موقع

[٤] التّسبّب في إضلال النّاس إنّ المفتي بغير علمٍ يتسبّب في إضلال نفسه عن الحقّ، كما يتسبّب في إضلال السّائل له عن الحكم في أمرٍ ما، فمن الأفضل أن يقول فيما ليس له به من علمٍ: "لا أدري"، وقد ورد عن ابن مسعودٍ قوله: "مَن كان عنده علمٌ فليقُل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل: الله أعلم"، وذاك بعض ما ورد عن حكم الإفتاء بغير علم في الكتاب، أمّا عن حكم الإفتاء بغير علمٍ في السّنّة النّبويّة الشريفة، فقد وردت الكثير من الأحاديث الّتي تتحدّث عن تحريم الإفتاء بغير علم، وتبيّن أنّ هذا الموضوع لا تهاون فيه؛ لِما له من آثارٍ سلبيّةٍ على الفرد والمجتمع، ومن بين هذه الأحاديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " منْ أُفتيَ بفُتيا غيرِ ثبتٍ فإنما إثمهُ على منْ أفتاهُ "، [٥] وبذلك يكون قد عرض المقال أبرز النقاط حول موضوع حكم الإفتاء بغير علم. [٦] خطورة التصدي للفتوى بغير علم إنّ الفتوى من الأمور الحسّاسة؛ لكونها أمانة في عنق مبلّغيها من علماء وغيرهم، وقد قال الإمام محمد بن المنكدر: "إنّ العالم بين الله تعالى وبين خَلْقه؛ فلينظُرْ كيف يدخل بينهم" وهنا تكمن خطورة الفتوى، لذلك فإنّ الكثير من العلماء لا يتجرّؤون على الفتوى بغير علم، وفي كثيرٍ من الأحيان يبدون جهلهم دون استحياء؛ وذلك لكي لا يقحموا أنفسهم في الويلات والعذاب، فالمفتي مسؤولٌ ومُحاسَبٌ عن كل ما يتكلّم ويتلفظ به من أحكامٍ وتشريعاتٍ وتفسيرات، لذلك لا بدّ من تحقيقه شروط الإفتاء من معرفة أحكام الشريعة والسّنة، والقياس ومذاهب الفقهاء وغير ذلك من شروطٍ لا بدّ من تحقيقها، وعن ابن عمرَ -رضي الله عنهما- أنه سُئل عن شيء، فقال: "لا أدري"، ثم أتبعها، فقال: "أتريدون أن تجعَلوا ظهورنا لكم جسورًا في جهنَّم، أن تقولوا: أفتانا ابنُ عمرَ بهذا؟!