تدريب طباعة

ومن يعمل مثقال ذرة

  1. تفسير قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة...}
  2. ومن يعمل مثقال ذرة خيرا
  3. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره تفسير
  4. ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

بسم الله الرحمن الرحيم ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا" يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرا" ير… | Islamic calligraphy, Islamic art calligraphy, Arabic calligraphy art

تفسير قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة...}

  1. بلاط ارضيات منازل
  2. ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره english
  3. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره اعراب شرا

ومن يعمل مثقال ذرة خيرا

وأما الحديث الآخر، فهو الحديث المتفق عليه، الذي يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة دخلت النار في هرة، ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت هزلاً(7). وقد عقّب الإمام الكبير محمد بن شهاب الزهري ـ بعد روى حديث الهرة ـ: "ذلك لئلا يتكل رجل، ولا ييأس رجل"، وهذا هو الشاهد الذي ينبغي أن نتأمله ههنا: فتأمل ـ أيها المؤمن ـ كيف جاء هذان الحديثان ليفسرا لنا عملياً هذه القاعدة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (*) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} فتلك المرأة التي لم يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها عابدة! أو صائمة! بل لم يذكرها إلا بالبغاء! ومع هذا فقد نفعها هذا العمل! وأي عملٍ هو؟ إنه سقي حيوان من أنجس الحيوانات (الكلب)! ولكن الرب الرحيم الكريم لا تضيع عنده حسنة، بل كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء: 40]. وفي الحديث الثاني: لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم سبباً أدخلها النار غير حبسها لحيوان صغير لا يؤبه له! كل هذا ليتحقق المؤمن معنى هذه القاعدة المحكمة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، وبه يتبين دقة كلام الإمام الزهري: حين علق على هذا الحديث بقوله الآنف الذكر: "ذلك لئلا يتكل رجل، ولا ييأس رجل".

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا ابن أبي عديّ, عن داود, عن عامر, عن علقمة, أن سلمة بن يزيد الجعفي, قال: يا رسول الله, إن أمنا هلكت في الجاهلية, كانت تصل الرحم, وتَقْرِي الضيف, وتفعل وتفعل, فهل ذلك نافعها شيئا؟ قال: " لا ". حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا الحجاج بن المنهال, قال: ثنا المعتمر بن سليمان, قال: ثنا داود, عن الشعبيّ, عن علقمة بن قيس, عن سلمة بن يزيد الجعفي, قال: ذهبت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقلت: يا رسول الله, إن أمنا كانت في الجاهلية تقري الضيف, وتصل الرحم, هل ينفعها عملها ذلك شيئا؟ قال: " لا ". حدثني محمد بن إبراهيم بن صدران وابن عبد الأعلى, قالا ثنا المعتمر بن سليمان, قال: ثنا داود بن أبي هند, عن الشعبي, عن علقمة, عن سلمة بن يزيد, عن النبي صلى الله عليه وسلم, بنحوه. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, عن محمد بن كعب, أنه قال: أما المؤمن فيرى حسناته في الآخرة, وأما الكافر فيرى حسناته في الدنيا. حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا أبو نعامة, قال: ثنا عبد العزيز بن بشير الضبي جدّه سلمان بن عامر أن سلمان بن عامر جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: إنّ أبي كان يصل الرحم, ويفي بالذمة, ويُكرم الضيف, قال: " ماتَ قَبْلَ الإسْلامِ "؟ قال: نعم, قال: " لَنْ يَنْفَعَهُ ذَلكَ ", فولى, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عَليَّ بالشَّيْخِ ", فجاءَ, فَقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّها لَنْ تَنْفَعَهُ, وَلَكِنَّهَا تَكُونُ فِي عَقِبِهِ, فَلَنْ تُخْزَوْا أبَدًا, وَلَنْ تَذِلُّوا أَبَدًا, وَلَنْ تَفْتَقِرُوا أَبدًا ".

ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره تفسير

حدثني أبو الخطاب الحساني, قال: ثنا الهيثم بن الربيع, قال: ثنا سماك بن عطية, عن أيوب, عن أبي قِلابة, عن أنس, قال: كان أبو بكر رضى الله عنه يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم, فنـزلت هذه الآية: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فرفع أبو بكر يده من الطعام, وقال: يا رسول الله إني أُجزَى بما عملت من مثقال ذرة من شرّ، فقال: " يا أبا بَكر, ما رأيْتَ في الدنْيا ممَّا تكره فمثَاقيلُ ذَرّ الشَّرّ, وَيَدَّخِرُ لَكَ اللهُ مثَاقِيلَ الخير حتى تُوَفَّاه يَوْمَ الْقِيامَةِ". حدثنا ابن بشار, قال: ثنا أيوب, قال: وجدنا في كتاب أبي قِلابة, عن أبي إدريس: أن أبا بكر كان يأكل مع النبيّ صلى الله عليه وسلم, فأنـزلت هذه الآية: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فرفع أبو بكر يده من الطعام, وقال: إني لراء ما عملت, قال: لا أعلمه إلا قال: ما عملت من خير وشرّ, فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " إنَّ ما تَرَى مِمَّا تَكْرَهُ فَهُوَ مثَاقِيلُ ذَرّ شَر كَثِيرٍ, وَيَدَّخِرُ اللهُ لَكَ مَثَاقِيلَ ذَرّ الخَيْرِ حتى تُعْطَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" وتصديق ذلك في كتاب الله: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ.

ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

روى الواحدي عن مقاتل: إن هذه الآية نزلت في رجلين كانا بالمدينة احدهما لا يبالي من الذنوب الصغائر ويرتكبها والآخر يحب أن يتصدق فلا يجد إلا اليسير فيستحيي من ان يتصدق به فنزلت الآية فيهما. ومن اجل هذه الآية قال جمع: إن السورة مدنية ولو صح هذا الخبر لما كان مقتضيا ان السورة مدنية لأنهم كانوا إذا تلوا آية من القرآن شاهدا يظنها بعض السامعين نزلت في تلك القصة كما بيناه في المقدمة الخامسة". هذا ما أفادنا به سماحة الشيخ الإمام ابن عاشور رحمه الله وفي هاتين الآيتين يقول الدكتور يوسف القرضاوي في تفسيره "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" مثقال ذرة من خير: ادنى ما يقاس به الخير قال تعالى "يا بني إنها أن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير" (لقمان آية 16) وقال في سورة الأنبياء: "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين" (الأنبياء آية 47) فإن كان المثقال أدق واصغر: مثقال الذرة، او مثقال حية الخردل سيأتي بها الله ويحاسب عليها، ولا يضيع عنده شيء، وقال بن عباس إذا وضعت راحتك على الأرض ثم رفعتها، فكل واحد مما لزق بها من التراب مثقال ذرة فليس من عبد عمل خيرا أو شرا" أو قليلا أو كثيرا إلا أراه الله إياه" ثم أضاف "ما جاء في السورة من الحديث: روى الإمام احمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو قال: أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:أقرئني يا رسول الله قال له: "اقرأ ثلاثا من ذات الرّ فقال له الرجل "كبر سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني" قال: "فاقرأ من ذات حم" فقال مثل مقالته الأولى فقال:اقرأ ثلاثا من المسبحات" فقال مثل مقالته فقال الرجل: "ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة" فاقرأه "اذا زلزلت الأرض زلزلها" حتى إذا فرغ منها قال الرجل: "والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدا" ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افلح الرويجل!

وفي الموطأ: أن مسكينا استطعم عائشة أم المؤمنين وبين يديها عنب; فقالت لإنسان: خذ حبة فأعطه إياها. فجعل ينظر إليها ويعجب; فقالت: أتعجب! كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة. وروي عن سعد بن أبي وقاص: أنه تصدق بتمرتين ، فقبض السائل يده ، فقال للسائل: ويقبل الله منا مثاقيل الذر ، وفي التمرتين مثاقيل ذر كثيرة. وروى المطلب بن حنطب: أن أعرابيا سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها فقال: يا رسول الله ، [ ص: 136] أمثقال ذرة! قال: " نعم " فقال الأعرابي: واسوأتاه! مرارا: ثم قام وهو يقولها; فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان ". وقال الحسن: قدم صعصعة عم الفرزدق على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما سمع فمن يعمل مثقال ذرة الآيات قال: لا أبالي ألا أسمع من القرآن غيرها ، حسبي ، فقد انتهت الموعظة; ذكره الثعلبي. ولفظ الماوردي: وروي أن صعصعة بن ناجية جد الفرزدق أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستقرئه ، فقرأ عليه هذه الآية; فقال صعصعة: حسبي حسبي; إن عملت مثقال ذرة شرا رأيته. وروى معمر عن زيد بن أسلم: أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: علمني مما علمك الله. فدفعه إلى رجل يعلمه; فعلمه إذا زلزلت - حتى إذا بلغ - فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال: حسبي.

يقول: فمن عمل في الدنيا وزن ذرة من خير, يرى ثوابه هنالك ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) يقول: ومن كان عمل في الدنيا وزن ذرة من شر يرى جزاءه هنالك, وقيل: ومن يعمل والخبر &; 24-550 &; عنها في الآخرة, لفهم السامع معنى ذلك, لما قد تقدم من الدليل قبل, على أن معناه: فمن عمل; ذلك دلالة قوله: ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) على ذلك. ولكن لما كان مفهوما معنى الكلام عند السامعين، وكان في قوله: ( يَعْمَلْ) حث لأهل الدنيا على العمل بطاعة الله, والزجر عن معاصيه, مع الذي ذكرت من دلالة الكلام قبل ذلك, على أن ذلك مراد به الخبر عن ماضي فعله, وما لهم على ذلك, أخرج الخبر على وجه الخبر عن مستقبل الفعل. وبنحو الذي قلنا من أن جميعهم يرون أعمالهم, قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: حدثني على, قال: ثنا بو صالح, قال: ثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, في قوله: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) قال: ليس مؤمن ولا كافر عمِل خيرا ولا شرا في الدنيا, إلا آتاه الله إياه. فأما المؤمن فيريه حسناته وسيئاته, فيغفر الله له سيئاته. وأما الكافر فيردّ حسناته, ويعذّبه بسيئاته.